وإن فتحا أخرج إلي الكتاب فقرأته بخط أبي الحسن عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الملهم عباده الحمد، وفاطرهم على معرفة ربوبيته، الدال على وجوده بخلقه، وبحدوث خلقه على أزله، وبأشباههم على أن لا شبه له، المستشهد آياته على قدرته، الممتنع من الصفات ذاته ومن الابصار رؤيته، ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه 1)، ولا غاية لبقائه، لا يشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه، لامتناعه مما يمكن في ذواتهم 2) ولا مكان
____________________
1) المراد بالأمد الغاية الأزلية، يعني: لا أول لوجوده.
2) أي: انهم محجوبون عنه تعالى لأجل تقدس جلاله عما يمكن في ذواتهم من سمات الامكان. وعبارة الكافي هكذا: فالحجاب بينه وبين خلقه إياهم لامتناعه إلى آخره. فيكون الحجاب هو كونه تعالى خالقا.
وقد تحقق سابقا أن المخلوق لا يشبه الخالق، فلو لم يكن محجوبا بتلك الحجب، وقعت المشابهة، وهذا ظاهر.
إذا عرفت هذا فاعلم أن هذا الخبر قد تضمن ذكر الحجب، والحديث السابق اشتمل على لفظ السدد المضروبة، وقد كشف العالم الرباني كمال الدين ميثم عن السدد المضروبة وحجب الغيوب، بأن في الخبر عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله إشارة إليه، وهو قوله صلى الله عليه وآله: إن لله سبعين حجابا من نور وظلمة، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل من أدرك بصره.
2) أي: انهم محجوبون عنه تعالى لأجل تقدس جلاله عما يمكن في ذواتهم من سمات الامكان. وعبارة الكافي هكذا: فالحجاب بينه وبين خلقه إياهم لامتناعه إلى آخره. فيكون الحجاب هو كونه تعالى خالقا.
وقد تحقق سابقا أن المخلوق لا يشبه الخالق، فلو لم يكن محجوبا بتلك الحجب، وقعت المشابهة، وهذا ظاهر.
إذا عرفت هذا فاعلم أن هذا الخبر قد تضمن ذكر الحجب، والحديث السابق اشتمل على لفظ السدد المضروبة، وقد كشف العالم الرباني كمال الدين ميثم عن السدد المضروبة وحجب الغيوب، بأن في الخبر عن سيد المرسلين صلى الله عليه وآله إشارة إليه، وهو قوله صلى الله عليه وآله: إن لله سبعين حجابا من نور وظلمة، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل من أدرك بصره.