حدثني محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، قال: حدثني أبو سمينة، عن إسماعيل بن أبان، عن زيد بن جبير، عن جابر الجعفي، قال: جاء رجل من علماء أهل الشام إلى أبي جعفر عليه السلام، فقال: جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحدا يفسرها لي، وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس، فقال كل صنف غير ما قال الآخر، فقال أبو جعفر عليه السلام: وما ذلك؟ فقال: أسألك، ما أول ما خلق الله عز وجل من خلقه؟ فإن بعض من سألته قال: القدرة، وقال بعضهم:
العلم، وقال بعضهم: الروح، فقال أبو جعفر عليه السلام: ما قالوا شيئا، أخبرك أن الله علا ذكره كان ولا شئ غيره، وكان عزيزا ولا عز لأنه كان قبل عزه ١) وذلك قوله: ﴿سبحان ربك رب العزة عما يصفون﴾ (1) وكان خالقا ولا مخلوق فأول شئ خلقه من خلقه الشئ الذي جميع الأشياء منه، وهو الماء 2) فقال السائل: فالشئ خلقه من شئ أو من لا شئ؟
____________________
1) وذلك أن العزيز هو الغالب، والعزة هي الغلبة، ولم يكن هناك مغلوبا حتى يكون سبحانه غالبا عليه، نعم كان متصفا بالقدرة على الغلبة، وهذا هو معنى العزيز كما سيأتي.
2) هذا الخبر دال على أن أول مخلوق هو الماء.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام: إن الله خلق العقل، وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره (2).
2) هذا الخبر دال على أن أول مخلوق هو الماء.
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام: إن الله خلق العقل، وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره (2).