حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثني علي بن العباس، قال: حدثني إسماعيل بن مهران الكوفي، عن إسماعيل بن إسحاق الجهني، عن فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب على المنبر بالكوفة إذ قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا ربك تبارك وتعالى لنزداد له حبا وبه معرفة، فغضب أمير المؤمنين عليه السلام، ونادى الصلاة جامعة 1) فاجتمع الناس حتى غص المسجد بأهله، ثم قام
____________________
1) وفي كثير من نسخ النهج: صف لنا ربنا حتى كأنا نراه عيانا (1). وهذا اللفظ وان لم يوجد هنا إلا أنه مراد في المعنى، وهو سبب غضبه عليه السلام كما قاله الشراح.
وذلك أن العلم الحاصل من معرفة الشئ عيانا علم لا يمكن تعلقه به سبحانه، لان ذاته تعالى لا يمكن أن يعلم من حيث هي هي، كما تعلم المحسوسات، ألا ترى أنا (2) إذا علمنا أنه صانع العالم، وأنه قادر حي سميع، وأنه ليس بجسم ولا جوهر، وعلمنا جميع الأمور السلبية والايجابية المتعلقة به، فإنما علمنا سلوبا وإضافات، ولا شك أن ماهية الموصوف مغايرة لماهية الصفات والذوات المحسوسات بخلاف ذلك، لأنا إذا رأينا السواد فقد علمنا نفس حقيقة السواد لا صفة من صفات السواد، فيستحيل أن يعلم الله تعالى، كما يعلم الشئ المرئي عيانا، فهو عليه السلام أنكر هذا السؤال كما (3) أنكره الله تعالى على بني إسرائيل لما طلبوا الرؤية، قال الله تعالى (وإذ
وذلك أن العلم الحاصل من معرفة الشئ عيانا علم لا يمكن تعلقه به سبحانه، لان ذاته تعالى لا يمكن أن يعلم من حيث هي هي، كما تعلم المحسوسات، ألا ترى أنا (2) إذا علمنا أنه صانع العالم، وأنه قادر حي سميع، وأنه ليس بجسم ولا جوهر، وعلمنا جميع الأمور السلبية والايجابية المتعلقة به، فإنما علمنا سلوبا وإضافات، ولا شك أن ماهية الموصوف مغايرة لماهية الصفات والذوات المحسوسات بخلاف ذلك، لأنا إذا رأينا السواد فقد علمنا نفس حقيقة السواد لا صفة من صفات السواد، فيستحيل أن يعلم الله تعالى، كما يعلم الشئ المرئي عيانا، فهو عليه السلام أنكر هذا السؤال كما (3) أنكره الله تعالى على بني إسرائيل لما طلبوا الرؤية، قال الله تعالى (وإذ