19 - أبي رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خلق الله المشية بنفسها، ثم خلق الأشياء بالمشية 1).
____________________
يعرف كيفية إرادته على الحقيقة كما لا يعرف كيفية ذاته وصفاته بالكنه.
1) هذا الحديث من غوامض الاخبار ويروى بالطرق الواضحة، وقد ذكر له المحققون ضروبا من المعاني:
أولها: ما ذكره المحقق الداماد رحمه الله، حيث قال: المراد بالمشيئة هنا مشيئة العباد لأفعالهم الاختيارية، لتقدسه سبحانه عن مشية مخلوقة زائدة على ذاته عز وجل، وبالأشياء أفاعيلهم المترتب وجودها على تلك المشيئة، وبذلك تنحل شبهة ربما أوردت هاهنا، وهي أنه لو كانت أفعال العباد مسبوقة بإرادتهم لكانت الإرادة مسبوقة بإرادة أخرى وتسلسلت الإرادات لا إلى نهاية (1).
وأورد عليه أن ما ذكره خلاف الظاهر من الحديث، وكيف لا يكون له مشيئة مخلوقة؟ وحديث ابن مسلم نص في ذلك لا يحتمل التأويل بمشيئة العبد لظهور حدوث مشيئة العبد، فلا معنى لإفادة ذلك، مع أن المقام موضع ذكر صفات الله سبحانه، والباب موضوع لذلك (2).
1) هذا الحديث من غوامض الاخبار ويروى بالطرق الواضحة، وقد ذكر له المحققون ضروبا من المعاني:
أولها: ما ذكره المحقق الداماد رحمه الله، حيث قال: المراد بالمشيئة هنا مشيئة العباد لأفعالهم الاختيارية، لتقدسه سبحانه عن مشية مخلوقة زائدة على ذاته عز وجل، وبالأشياء أفاعيلهم المترتب وجودها على تلك المشيئة، وبذلك تنحل شبهة ربما أوردت هاهنا، وهي أنه لو كانت أفعال العباد مسبوقة بإرادتهم لكانت الإرادة مسبوقة بإرادة أخرى وتسلسلت الإرادات لا إلى نهاية (1).
وأورد عليه أن ما ذكره خلاف الظاهر من الحديث، وكيف لا يكون له مشيئة مخلوقة؟ وحديث ابن مسلم نص في ذلك لا يحتمل التأويل بمشيئة العبد لظهور حدوث مشيئة العبد، فلا معنى لإفادة ذلك، مع أن المقام موضع ذكر صفات الله سبحانه، والباب موضوع لذلك (2).