حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، وأحمد بن يحيى بن زكريا القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن أبي معاوية، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، أن أمير المؤمنين عليه السلام استنهض الناس في حرب معاوية في المرة الثانية 2) فلما حشد الناس قام خطيبا فقال:
الحمد لله الواحد الأحد الصمد المتفرد، الذي لا من شئ كان، ولا من شئ خلق ما كان، قدرته بان بها من الأشياء 3)، وبانت الأشياء منه، فليست له صفة تنال، ولا حد تضرب له الأمثال 4)، كل دون صفاته تحبير اللغات 5) وضل هنالك تصاريف الصفات 6)، وحار في ملكوته عميقات
____________________
1) هذه الخطبة أكثر كلماتها مأخوذ من خطب أمير المؤمنين عليه السلام، فلا يقدح فيها عدم نقاوة الطريق.
2) هذه المرة هي التي أرادها عليه السلام واستنهض الناس لها، ثم استشهد قبل الخروج إليها.
3) جملة استينافية جواب لسؤال مقدر، وهو أنه كيف يستقيم أن يخلق لا من شئ.
4) أي: ليس له حد جسماني أو عقلي، أو أن ذاته مجهولة، فلا تضرب له الأمثال، لان المثل يحكي حقيقة الممثل به أو صفاته، وكلاهما هنا غير معلوم.
5) أي: عجز قبل الوصول إلى صفاته، أو عند (1) تزيين اللغات، يعني: أن الكلام البديع المحبر لا يمكن صاحبه أن يصف به صفاته لعدمها، أو لرجوعها إلى الذات.
6) يعني: أن وصف الواصفين له بأنواع الصفات قاصر عن تعقل ذاته، أو أن
2) هذه المرة هي التي أرادها عليه السلام واستنهض الناس لها، ثم استشهد قبل الخروج إليها.
3) جملة استينافية جواب لسؤال مقدر، وهو أنه كيف يستقيم أن يخلق لا من شئ.
4) أي: ليس له حد جسماني أو عقلي، أو أن ذاته مجهولة، فلا تضرب له الأمثال، لان المثل يحكي حقيقة الممثل به أو صفاته، وكلاهما هنا غير معلوم.
5) أي: عجز قبل الوصول إلى صفاته، أو عند (1) تزيين اللغات، يعني: أن الكلام البديع المحبر لا يمكن صاحبه أن يصف به صفاته لعدمها، أو لرجوعها إلى الذات.
6) يعني: أن وصف الواصفين له بأنواع الصفات قاصر عن تعقل ذاته، أو أن