نور البراهين - السيد نعمة الله الجزائري - ج ١ - الصفحة ٢٠٦
لن ينجو من الموت غني بماله ولا فقير لاقلاله.
أيها الناس من خاف ربه كف ظلمه، ومن لم يرع في كلامه أظهر هجره 1) ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهم، ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا، هيهات هيهات 2)، وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب، فما أقرب الراحة من التعب 3)، والبؤس من النعيم، وما شر بشر بعده الجنة، وما خير بخير بعده النار، وكل نعيم دون الجنة محقور، وكل بلاء دون النار عافية.
28 - حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون وعنده علي بن موسى الرضا عليهما السلام، فقال له المأمون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون، قال:
بلى، قال: فسأله عن آيات من القرآن، فكان فيما سأله أن قال له:
____________________
باعتبار ما يكون عليه يوم القيامة من التجسم، كما ورد في الخبر: أنه إذا تفرق أهل الجنة وأهل النار فريقين أمر الله تعالى بالموت، فيؤتى على هيئة كبش أملح تنظر إليه الخلائق وتعرفه، فيأمر به فيذبح بين الفريقين، حتى يعلم أهل الجنة أن النعيم دائم، ويعلم أهل النار أن الخلود مؤبد (1).
1) أي: من لم يحفظ من زلل اللسان كثر هذيانه وكلامه الذي لا يستحسنه الناس منه.
2) أي: بعد التقارب والقياس بين مصائب الدنيا وحاجة الخلق يوم القيامة.
3) أي: ما أقرب راحة الآخرة من تعب الدنيا بالطاعات والاعمال والصبر عليها.

(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست