فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر، فلما نظرا إليه قالا: ليس هذا صاحبنا، ثم قالا له: ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟
قال: إني رجل من عشيرته، وهو زوج ابنتي عائشة، قالا: هل غير هذا؟
قال: لا، قالا: ليست هذه بقرابة، قالا: فأخبرنا أين ربك؟ قال: فوق سبع سماوات، قالا: هل غير هذا؟ قال: لا، قالا: دلنا على من هو أعلم منك، فإنك أنت لست بالرجل الذي نجد صفته في التوراة أنه وصي هذا النبي وخليفته، قال: فتغيظ من قولهما وهم بهما، ثم أرشدهما إلى عمر، وذلك أنه عرف من عمر أنهما إن استقبلاه بشئ بطش بهما، فلما أتياه قالا: ما قرابتك من هذا النبي؟ قال: أنا من عشيرته، وهو زوج ابنتي حفصة، قالا: هل غير هذا؟ قال: لا، قالا: ليست هذه بقرابة، وليست هذه الصفة التي نجدها في التوراة، ثم قالا له: فأين ربك؟ قال:
____________________
والمراد من العبد الذي وضع قدمه على الحجر إبراهيم عليه السلام، وقال عز شأنه ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ (1) فلو كان قد حصل لصخرة بيت المقدس ما قالوه من الشرف لرفع شأنها، ونوه بحالها، تعالى عما يقول الكافرون علوا كبيرا.