[808] 6 - محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في عيون الأخبار وفي العلل، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا ع، وبأسانيد أخر عن الرضا ع في حديث طويل في العلل قال: فإن قيل: لم لا يجوز أن يكون في الأرض إمامان في وقت واحد وأكثر من ذلك؟
قيل: لعلل كثيرة، منها: إن الواحد لا يختلف فعله وتدبيره والاثنان لا يتفق فعلهما وتدبيرهما وذلك إنا لم نجد اثنين إلا مختلفي الهمم والإرادة فإذا كانا اثنين ثم اختلفت هممهما وإرادتهما وتدبيرهما وكانا كلاهما مفترضي الطاعة من صاحبه، فكان يكون في ذلك اختلاف الخلق والتشاجر (1) والفساد ثم لا يكون أحدهما إلا وهو عاص للآخر فتعم المعصية أهل الأرض ثم لا يكون لهم مع ذلك، السبيل إلى الطاعة والإيمان فيكونوا إنما أتوا في ذلك، من قبل الصانع الذي وضع لهم باب الاختلاف والتشاجر والفساد ثم لا يكون إذا أمرهم باتباع المختلفين، الحديث.
وفيه أدلة أخرى قريبة من هذا الدليل الدال على عدم جواز الاختلاف والأمر بطاعة المختلفين.
أقول: والأحاديث في ذلك متواترة، ذكرنا جملة منها في الكتاب المذكور