الآيات والروايات المتواترة، هو أن من عمل طاعة استحق ثوابا وقد يكون ذلك الثواب، إسقاط عقاب سابق أو لاحق وقد يكون نوعا آخر من الثواب ومن فعل معصية، استحق عقابا وقد يكون ذلك العقاب، إسقاط ثواب وقد يكون نوعا آخر ومقادير ذلك الثواب والعقاب الذي يسقط أحيانا، لا يعلمها إلا الله.
ومما يدل على ذلك، ما وقع من الوعد على طاعة معينة، بأنها كفارة لما مضى من الذنوب أو لنوع خاص منها أو لما تقدم منها وما تأخر وما ورد فيها بعينها باستحقاق فاعلها لثواب آخر غير إسقاط العقاب وكذا ورد الأمران (3) في عقاب المعاصي.
ومما يدل على ذلك، وقوع الطاعات المذكورة من أهل العصمة ع ونحوهم ممن لا يستحق شيئا من العقاب ووقوع المعاصي المذكورة ممن لا يستحق شيئا من الثواب كالكافر والمسلم في أول إسلامه والطفل في أول بلوغه وغير ذلك ولم يرد أن شيئا من المعاصي يسقط ثواب الإيمان أو الإسلام وهذا مما لا شبهة فيه عند من تأمل الآيات والروايات والله تعالى أعلم.
باب 58 - إن ثواب الطاعات لا بد من وصوله إلى صاحبه إلا أن يعرض له مسقط من فعله وإن عقاب المعصية يجوز أن يعفو الإله عنه بتفضله فلا يجب وصوله إليه إلا عقاب الكفر [316] 1 - محمد بن علي بن الحسين في عيون الأخبار، عن النقاش، والقطان،