لأن الحي لا يجئ منه ميت وهو لم يزل حيا ولا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما فيما لم يزل بما نسبوا من الموت لأن الميت لا قدرة له فلا بقاء.
قال: فمن أين قالوا: إن الأشياء أزلية؟ قال: هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء فكذبوا الرسل ومقالتهم والأنبياء وما انبئوا (1) عنه وسموا كتبهم أساطير (2) الأولين ووضعوا لأنفسهم دينا برأيهم واستحسانهم أن الأشياء تدل على حدوثها من دوران الفلك بما فيه وهي سبعة أفلاك وتحرك الأرض ومن عليها، وانقلاب الأزمنة و اختلاف الوقت والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلاء و اضطرار النفس إلى الاقرار بأن لها صانعا ومدبرا، أما ترى الحلو يصير حامضا و العذب مرا والجديد باليا، وكل إلى تغير وفناء.
[68] 24 - قال: وسئل أبو الحسن علي بن محمد ع، فقيل: لم يزل الله وحده لا شئ معه، ثم خلق الأشياء بديعا واختار لنفسه أحسن الأشياء، أو لم تزل الأسماء والحروف معه قديمة؟ فكتب: لم يزل الله موجودا ثم كون ما أراد...، الحديث.
[69] 25 - وروى أحمد بن أبي عبد الله البرقي في المحاسن، عن أبيه، عن بعض