بأنها لم تزل ولا تزال، فقال رسول الله (ص): أفوجدتم لها قدما ووجدتم لها بقاء؟
قالوا: لا، قال: فلم صرتم بأن تحكموا بالبقاء والقدم أولى ممن يحكم لها بالحدوث والانقطاع لأنه لم يجد لها قدما ولا بقاء أبدا؟ ثم احتج عليهم بتعاقب الليل والنهار وعدم كل منهما وحدوث الآخر، إلى أن قال: فهذا الذي نشاهده من الأشياء، بعضها إلى بعض يفتقر كما نرى البناء محتاجا بعض أجزائه إلى بعض وكذلك سائر ما يرى، فإذا كان هذا المحتاج هو القديم فأخبروني أن لو كان محدثا كيف كان يكون وكيف كانت تكون صفته فبهتوا وعلموا أنهم لا يجدون للمحدث صفة يصفونه بها إلا وهي موجودة في هذا الذي زعموا أنه قديم، فوجموا وقالوا سننظر في أمرنا...، الحديث.
[67] 23 - وعن هشام بن الحكم، قال: سئل الزنديق أبا عبد الله ع فقال: من أي شئ خلق الله الأشياء؟ فقال: لا من شئ، فقال: كيف يجئ من لا شئ، شئ؟
فقال: إن الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شئ أو من غير شئ، فإن كان خلقت من شئ كان معه، فإن ذلك الشئ قديم والقديم لا يكون حدثا ولا يفنى ولا يتغير ولا يخلو ذلك الشئ من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى ومن أين جاء الموت إن كان الشئ الذي أنشأت منه الأشياء حيا، ومن أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشئ ميتا ولا يجوز أن يكون من حي وميت قديمين لم يزالا