* الشرح قوله: (مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش) لعل الوجه أن الإيمان عبارة عن توجه القلب إلى الله تعالى وترك التعرض لم عداه فإذا تحقق الأول تحقق نصف الإيمان وإذا تحقق الثاني بالمداراة تحقق نصفه الآخر إذ لولا المداراة لاشتغل القلب بوجوه مجادلتهم ومناقشتهم وأيضا الإيمان هو العقد والعمل، والعمل يتم بالمدارة والعيش يتحقق بوجود أسبابه ورفع موانعه ورفع الموانع يتحقق بالرفق ولين الجانب ورفض العنف إذ لو لا الرفق لتحقق موانع العيش من وجوه متكثرة وفسد نظامه فالرفق نصفه.
قوله: (لا ينجو من ذوي الدين إلا من ظنوا أنة أبله) لكون رسومه وعاداته خلاف رسومهم وعاداتهم من العنف والخشونة والمكر والغدر لزجر نفسه بالآداب الشرعية والأخلاق العقلية فظنوا أ نه أبله لا عقل له ولا يفهم شيئا ومن عقله دينه أيضا أنه صبر نفسه إن يقال له أبله لا عقل له ولا يزعجه هذا القول عن شيمته ولا يخرجه عن سجيته، وصبر أما مجرد أو مزيد بالتثقيل، قال في المصباح صبر صبرا من باب ضرب حبست النفس عن الجزع وصبرت زيدا يستعمل لازما ومتعديا وصبرته بالتثقيل حملته على الصبر بوعد الأجر أو قلت له اصبر به.
* الأصل 6 - علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، ذكره، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس وإن قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع، قال: ثم قال: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة.
* الشرح قوله: (إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فالقوا (1) ولعل المراد بالناس قريش ويحتمل الأعم ثم أشار مؤكدا بالقسم إلى أن ذلك الالقاء باعتبار فوات حسب أنفسهم ومآثرها إلا باعتبار فوات حسب آبائهم ومآثر أسلافهم بقوله (وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس) الحسب بفتحتين ما يعده من مآثره ومآثر آبائه والمراد به هنا مآثر الأباء وفيه تنبيه على أن المعتبر في شرف كل رجل إنما هو مآثر نفسه، ومن ثم قال الحكماء من فاته مآثر نفسه لم ينتفع بمآثر أبيه، وأيمن اسم استعمل في القسم والتزم رفعه كما التزم رفع لعمر والله وهمزته عند