مأخوذا عليهم ميثاق العبودية والاستقامة على سنن العدل وذهب إليه أيضا كثير من العامة، وقال بعضهم: الفطرة ما سبق من سعادة أو شقاوة، فمن علم الله تعالى سعادته ولد على فطرة الإسلام، ومن علم شقاوته ولد على فطرة الكفر، تعلق بقوله تعالى (لا تبديل لخلق الله» وبحديث الغلام الذي قتله الخضر (عليه السلام) «طيع يوم طبع كافرا» (1) عن الأول بأن معنى لا تبديل لا تغيير يعني لا يكون بعضهم على فطره الكفر وبعضهم على فطرة الإسلام بل كلهم على فطرة الإسلام. ويؤيده ما في رواياتهم عنه (صلى الله عليه وآله) «ما من مولود إلا يولد على هذه الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه» فإن المراد بهذه الفطرة الإسلام، وعن الثاني بأن المراد بالطبع حالة ثانية طرأت وهي التهيؤ للكفر غير فطرة التي ولد عليها. وقال بعضهم: المراد بالفطرة كونه خلقا قابلا للهداية ومتهيئا لها لما أوجد فيه من القوة القابلة لا فطرة الإسلام وصوابها (2)
(٣٧)