شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣١٠
فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل حبست رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرات، لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا، ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه، [ل‍] - يستشفي بها، فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني وأكره أن أستأمره في أخذها، فأخذتها.
* الشرح قوله: (حسن الخلق يسر) أي سبب لليسر لأن الناس مجبولون بحب من يلاقيهم بحسن الخلق ورعايته. (ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة) الجملة صفة الحديث و «ما» نافية.
قوله: (فقام لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) حسن الخلق من صفات الأنبياء والأولياء وأفضلهم وأكملهم في هذه الفضيلة هو نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) ولذلك وصفه الله تعالى بقوله (إنك لعلى خلق عظيم» فإن تنكره مع وصفه بالعظيم يدل على أنه في علو قدره وبحيث لا تصل إليه عقول البشر ولا يحوم حوله طائر الفكر والنظر.
(فأخذت هدبة من ثوبه) هدبة الثوب مما يلي طرته والقطعة منه مثال غرقة وضم الدال للاتباع لغة.
* الأصل 16 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطا رحالهم.
* الشرح قوله: (الموطؤون أكنافا) هذا مثل لمن لأن طبعه وحسن خلقه وحقيقته من التوطئة والتمهيد والتذليل، وفراش وطئ أي مذلل ناعم لا يؤذي جنب النائم. والأكناف جمع الكنف بالتحريك وهو الجانب والناحية، أراد الذين جوانبهم ونواحيهم وطئه يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذي بخلاف سيئ الخلق والمتكبر.
(الذين يألفون ويؤلفون) أي يأنسون بالناس ويحبونهم ويجتمعون معهم، في المصباح ألفته ألفا من باب علم آنست به وأحببته والاسم الألفة بالضم والألفة أيضا اسم من الايلاف وهو الالتيام والاجتماع واسم الفاعل آلف مثل عالم والجمع آلاف مثل كفار، وتوطأ رحالهم للزيارة أو الضيافة أو لقضاء الحاجة، ورحل الرجل منزله ومأواه وأثاث بيته وفيه ترغيب في حسن الخلق لأنه موجب
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428