أمير المؤمنين (عليه السلام) «وعود نفسك الصبر على المكروه فنعم الخلق التصبر» وفيه إشارة إلى الصبر المكتسب والترغيب فيه; والمراد بالتصبر مشقته بتكلف تحمل الصبر لكونه غير خلقي وهو محمود عند الخالق ومشكور لدي الخلائق وليس المراد به اظهار الصبر مع عدم اتصافه به إذ لا محصل له.
* الأصل 12 - وعنه، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن إبراهيم عن علي بن أبي علي اللهبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح.
* الشرح قوله: (قال إن الله تبارك وتعالى ليعطى العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطى المجاهد في سبيل الله) لاشتراكهما في حفظ نظام الخلق ورعاية حقوق أهل الإيمان وأصل الجهاد مع النفس والعدو.
(يغدو عليه ويروح) حال عن المجاهد أي يغدو المجاهد على سبيل الله أي يذهب فيه أول النهار أو مطلقا ويروح ويرجع أو يذهب في آخره أو مطلقا، والمقصود أن ثواب العبد في حسن خلقه مثل ثواب هذا المجاهد الساعي في الجهاد المستمر فيه، وفيه، وفي المصباح غدا غدوا من باب قعد ذهب غدوة وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان وراح يروح رواحا أي رجع كما في قوله تعالى (غدوها شهر رواحها شهر» أي ذهابها شهر ورجوعها شهر وقد يتوهم بعض الناس أن الرواح لا يكون إلا في آخر النهار وليس كذلك بل الرواح والغدو عند العرب يستعملان في المسير أي وقت كان من ليل أو نهار قاله الأزهري وغيره، وعليه قوله (عليه السلام) «من راح إلى الجنة الجمعة في أول النهار فله كذا» أي ذهب.
* الأصل 13 - عنه، عن عبد الله الحجال، عن أبي عثمان القابوسي، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم.
* الشرح قوله: (إن الله تبارك وتعالى أعار أعداءه أخلاقا) أشار بالإعارة إلى أن أخلاقهم (1)