شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٦٨
بها فيكون الثواب على النية أكثر من الثواب على العمل فتكون النية خيرا منه وهذا الوجه ينسب إلى ابن دريد اللغوي كما صرح به الشيخ في الأربعين، ولعل المراد أنه يكتب له أجراه مضاعفا كما يقتضيه لفظ المثل وأن أجر النية من حيث هي مثل أجر العمل من حيث هو، لا أنه مثل أجره مع النية فلا يلزم زيادة الشيء على نفسه أو الغاء العمل وإثابة المؤمن بنية أمر متفق بين الأمة روى مسلم بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال «من طلب الشهادة صادقا أعطيها ولو لم تصبه» وبإسناد آخر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال «من سأله الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» قال المازري وفيهما دلالة على أن من نوى شيئا من أفعال البر ولم يفعله لغدر كان بمنزلة من عمله، وعلى استحباب طلب الشهادة ونية الخير وقد صرح بذلك جماعة من علمائهم حتى قال الأبي لو لم ينوه كان حاله حال المنافق لا يفعل الخير ولا ينويه، وقيل «مر رجل من بني إسرائيل سنة القحط على جبل من الرمل فقال: لو كان حنطة لأنفقته على الفقراء فأوحى الله رسول ذلك العصر أن يقول له إن الله قبل صدقتك وأعطاك أجر إنفاقه لو كان حنطة».
4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن أسباط، عن محمد بن إسحاق بن الحسين، عن عمرو، عن حسن بن أبان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حد العبادة ألتي إذا فاعلها كان مؤديا؟ فقال: حسن النية بالطاعة.
* الشرح قوله: (فقال حسن النية بالطاعة) لعل المراد به حسن النية بطاعة الإمام والإقبال عليها من صميم القلب أو المراد به تزكية نية العبادة عن جميع النقائص وتصفيتها عن غير وجه الله تعالى، وجعله حد العبادة لأن العبادة به عبادة فيفهم أنه شرط لقبولها.
* الأصل 5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: (قل كل يعمل على شاكلته) قال: على نية.
* الشرح قوله: (قل كل يعمل على شاكلته قال على نيته) كان المراد نظرا إلى ظاهر الاستشهاد أن كل أحد بمنزلة من يعمل على نيته فإن كانت الطاعة أبدا فهو مطيع أبدا فيستحق الخلود في الجنة وإن كانت نية المعصية أبدا فهو عاص أبدا فيستحق الخود في النار.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428