شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٦٢
قوله: (أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها) عشق يعشق عشقا من باب تعب والاسم العش بالكسر وهو الإفراط في المحبة أي أحبها حبا مفرطا من حيث أنها وسيلة إلى المحبوب الحقيقي وذريعة للوصول إليه والقرب منه فحبها تابع لحبه وفي قوله «أم على يسر» دلاله على أن السير لا ينافي حبها وتفريغ القلب من غيرها لأجلها وإنما المنافي له تعلق القلب به. قيل ذكرت الحكماء في كتبهم الطبية إن العشق ضرب من الماليخوليا الجنون والأمراض السوداوية وقرروا في كتبهم الإلهية أنه من أعظم الكلمات وأتم السعادات وربما يظن أن بين الكلامين تخالفا وهو من واهي الظنون فإن المذموم هو العشق الجسماني الحيواني الشهواني والممدوح هو الروحاني الإنساني النفساني والأول يزول ويفنى بمجرد الوصال والاتصال والثاني يبقي ويسمو أبد الآباد على كل حال.
* الأصل 4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن شاذان بن الخليل قال: - وكتبت من كتابه بإسناده له، يرفعه إلى عيسى بن عبد الله قال: - قال عيسى بن عبد الله لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما العبادة؟ قال: حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها، أما إنك يا عيسى لا تكون مؤمنا حتى تعرف الناسخ من المنسوخ، قال: قلت: جعلت فداك وما معرفة الناسخ من المنسوخ؟ قال: فقال:
أليس تكون مع الإمام موطنا نفسك على حسن النية في طاعته، فيمضي ذلك الإمام ويأتي إمام آخر فتوطن على حسن النية في طاعته: قال: قلت: نعم، قال: هذا معرفة الناسخ من المنسوخ.
* الشرح قوله: (قال حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها) لعل المراد بهذه الوجوه الأئمة (عليهم السلام) واحد بعد واحد لأنهم الوجوه التي يطاع الله تعالى منها لإرشادهم وهدايتهم وبالطاعة الطاعة المعلومة بتعليمهم أو إطاعتهم والانقياد لهم وبحسن النية تعلق القلب بها من صميمة بلا منازعة ولا مخاطرة كم قال جل شأنه (فلا وربك لا يؤمنون - إلى قوله - ويسلموا تسليما» ويحتمل أن يراد بالوجوه وجوه العبادات وأنواعها وبحسن النية تخليصها عن شوائب النقص.
قوله: (أما أنك يا عيسى لا تكون مؤمنا حتى تعرف الناسخ من المنسوخ قال قلت جعلت فداك وما معرفة الناسخ من المنسوخ؟) دل على جواز الخطاب بالمجمل وهو ما لم يتضح دلالته أو بالعام المراد به بعض أفراده أو بالمحتمل وقد بينا جوازه في أصول الفقه وقالت المعتزلة: لا يجوز لأنه تجهيل للمخاطب وهو قبيح من الحكيم ولا نسلم أنه تجهيل بل هو تقرير للحكم وتثبيت له في ذهن السامع حيث يطلبه والمفهوم بعد الطلب أعز من المنساق بلا طلب وباعث للثواب له
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428