على العريان (1).
13 - عنه، عن أبيه، عن ابن الديلمي، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله (ع): من الخف والظلف يدفع إلى المتجملين، وأما الصدقة من الذهب والفضة وما أخرجت الأرض فللفقراء، فقلت: ولم صار هذا هكذا؟ - قال: لأن هؤلاء يتجملون، يستحيون من الناس، فيدفع أجمل الامرين عند الصدقة، وكل صدقة (2).
14 - عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم، قال: كنت عند أبي عبد الله بمنى إذا أقبل أبو حنيفة على حمار له، فاستأذن على أبى عبد الله (ع) فأذن له، فلما جلس قال لأبي عبد الله (ع): إني أريد أن أقايسك، فقال أبو عبد الله (ع): ليس في دين الله قياس ولكن أسألك عن حمارك هذا فيم أمره؟ - قال: عن أي أمره تسأل؟ - قال: أخبرني عن هاتين النكتتين اللتين بين يديه، ما هما؟ - فقال أبو حنيفة: خلق في الدواب كخلق أذنيك وأنفك في رأسك، فقال له أبو عبد الله (ع): خلق الله أذني لاسمع بهما، وخلق عيني لأبصر بهما، وخلق أنفى لأجد به الرائحة الطيبة والمنتنة، ففيما خلق هذان؟ - وكيف نبت الشعر على جميع جسده ما خلا هذا الموضع؟ - فقال أبو حنيفة: سبحان الله أتيتك أسألك عن دين الله، وتسألني عن مسائل الصبيان! فقام وخرج، قال محمد بن مسلم: فقلت له: جعلت فداك سألته عن أمر أحب أن أعلمه، فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: " لقد خلقنا الانسان في كبد " يعنى منتصبا في بطن أمه، مقاديمه إلى مقاديم أمه، ومواخيره إلى مواخير أمه، غذاؤه مما تأكل أمه، ويشرب مما تشرب أمه، تنسمه تنسيما، وميثاقه الذي أخذه الله عليه بين عينيه، فإذا دنا ولادته أتاه ملك يسمى الزاجر، فيزجره، فينقلب، فيصير مقاديمه إلى مواخير أمه، ومواخيره إلى مقاديم أمه، ليسهل الله على المرأة والولد أمره، ويصيب ذلك جميع الناس إلا إذا كان عاتيا، فإذا زجره فزع وانقلب ووقع إلى الأرض باكيا من زجرة الزاجر، ونسي الميثاق، وإن الله خلق جميع البهائم في