شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٧٦
متكاثرة وروايات متضافرة وله آثار شريفة ولوازم منيفة كلها عبادات عظيمة كمعرفة الرب وعظمته وعلمه وقدرته واحتقار الدنيا وزهراتها ومعرفة الجنة ودرجاتها ومعرفة النار وودركاتها والانقطاع عن غر الحق وتفريغ القلب له.
وبالجملة إدمان التفكر عبادة وأصل لجميع العبادات فهو أفضلها، وليس المراد التفكر في حقيقة ذاته وحقيقة قدرته وسائر صفاته إذا معرفتها خارجة عن قدرة البشر ولا يصل إليها العقل والتفكر، وكان التفكر فيها مؤديا إلى الضلال المبين والالحاد في الدين بل المراد به التفكر في وضع صنع الله وآثار قدرته فإن التفكر فيها وفي عظمتها يدل على عظمة الصانع والحق وكمال قدرته، ومما يدل على ذلك ما رواه محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه» وما رواه حسين بن المياح عن أبيه قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «من نظر في الله كيف هو هلك».
بالجملة: التفكر على قسمين: تفكر في الحق، وتفكر في الحق، وتفكر في الخلق، والعبد ممنوع من الأول ومندوب إلى الثاني. قال الله تعالى: (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض - الآية».
* الأصل 4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم. إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل.
* الشرح قوله: (إنما العبادة التفكر في أمر الله عز وجل) الحصر إضافي بالنسبة إلى غير المتفكر أو حقيقي لأن العبادة كلها تابعة للتفكر فلا توجد عبادة بدونه فإن من تفكر أبصر الحق وطرقه الموصلة إليه وهانت الدنيا وما فيها عنده لما رأى من كثرة انقلابها على أهلها وعدم الوفاء لهم فيحصل له كما الميل إلى المولى الحق وغاية الخشوع والطاعة له والشوق إلى لقائه لعلمه بأن الوصول إلى الدرجة العليا، والبلوغ إلى السعادة العظمى، والتخلص عن أهوال العقبى، والتقرب إلى مقام الزلفى إنما يحصل بترك الدنيا والتزام العبادة والتقوى فيصرف نفسه عن ميدان الطغيان ويجريها في مضمار الطاعة ومرضات الرحمن، ويقدم لنفسه ما ينفعه في دار الجنان والتوفيق من الله الملك المنان.
* الأصل 5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سهل، عن حماد، عن ربعي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: [إن] التفكر يدعوا إلى البر والعمل به.
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428