وإن لم يعرفه فهو من رجل مجهول وبالجملة إذا تحقق أن لا رجوع عليه منه فان ماله يدوم له مدة حياته، ومن رأى أنه وهب خاتمه لاحد هبة لا رجوع فيها فإنه يخرج من بعض ما يملك بطيبة نفسه فان نوى الرجوع عاد إليه ذلك، ومن رأى أنه باع خاتمه فإنه يؤثر شيئا على ما يملك ويناله، ومن رأى أن لخاتمه فصين فص من ظاهر اليد وفص من باطنها وكلاهما في صياغتهما ونقشهما متشابهان فان ذلك سلطان ظاهر وباطن وإن خالف أحد الفصين الآخر في صياغته فإنه يؤول لصاحبه أو لابسه على وجهين يأتي النساء والرجال أو يأتي امرأة من الجهتين فان انكسر فإنه يقلع عن ذلك، ومن رأى أنه ختم لاحد على طين فان المطبوع له ينال منه عزا وشرفا ومن رأى أن ملكا طبع له طبعا بخاتمه فإن كان أهلا للولاية نالها وإلا نال منه عزا وشرفا، وقال أبو سعيد الواعظ الخاتم ملك لمن كان من أهله والفص هيبة لان ملك سليمان عليه السلام كان في خاتمه ولما ذهب منه زال ملكه ولما عاد إليه عاد ملكه والقصة في ذلك مشهورة، وحكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأن خاتمي انكسر قال إن صدقت رؤياك طلقت امرأتك فلم يلبث ثلاثة أيام حتى طلقها، ومن رأى أنه يختم بخاتم الخليفة وكان هاشميا أو عربيا أصاب ولاية جليلة وإن كان من الموالى فإنه يموت أبوه ويخلفه وإن لم يكن له أب فإنه ينقلب أمره إلى خلاف ما يتمناه وإن كان خارجيا أصاب ولاية باطلة لا تدوم له، ومن رأى أنه لبس خاتما وكان فصه من أصله
(٨١)