ويسلك طريق الصلاح. وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أن إبليس مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى فإنه يؤول بأن له أعداء كثيرة يريدون هلاكه فلا ينالون منه مرادا لقوله تعالى - إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون -، ومن رأى أنه يعادى إبليس ويحاربه فإنه يدل على صحة دينه ومن رأى أن إبليس خوفه فإنه يدل على إخلاصه في دينه، ومن رأى أن إبليس فرح مسرور فإنه يشتغل بالشهوات، ومن رأى أن إبليس نزع لباسه فإنه يعزل عن منصبه ومن رأى أن إبليس يتخبطه فإنه يأكل الربا، ومن رأى أن إبليس بغمزه فإنه يدل على أن رجلا يقذف امرأته ويغويها، ومن رأى أن إبليس يعذبه بنوع من الأنواع فإنه فرج من همه بعد حصول شدة لقوله تعالى - إني مسني الشيطان بنصب وعذاب - وقيل إن إبليس يؤول بالسلطان الجائر. وقال الكرماني من رأى أن إبليس ابتلعه أو دخل في فمه فإن كان مسافرا في البحر فإنه يغرق وإن كان ناويا ذلك فالواجب إقامته عنه مدة. وأما الشياطين فإنها تؤول على أوجه قال الكرماني: رؤيا الشيطان تؤول برؤيا عدو أو جاسوس لاستراقه السمع. وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى كأنه قتل الشيطان نال نصرة وصيتا حسنا ومن رأى أن الشيطان ارتكبه ارتكب إثما أو افترى كذبا ومن رأى أنه يناجي شيطان فإنه يشاور أعداءه ويظاهرهم في قهر أهل الصلاح فلا يستطيعون ذلك لقوله تعالى - إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله -
(٣١٩)