وقال أبو سعيد الواعظ: الحلب في الأصل يؤول بالمكر إلا حلب الناقة فإنه يؤول بالعمالة في أرض العرب فان خرج دم عوض الحليب جار في تلك الولاية ومن لم يكن لائقا لذلك فإنه يتزوج امرأة صالحة، ومن رأى أنه يرضع حليبا من أي نوع كان إن كان من أهل الفساد فإنه يحبس كما تقدم وإن كان من أهل الصلاح فإنه يؤول على وجهين إما أن تكون امرأة عنده حراما وهو لا يشعر بها أو جارية، ومن رأى لبنا رائبا فإنه ينال مالا بسفره والمخيض يؤول على وجهين رزق بعدهم ووجع أو مال حرام وربما كان الرائي يطلب المعروف ممن لا خير فيه. وقال السالمي اللبن الحامض يؤول بالمال الحرام والتعب والمشقة والهم والغم، ومن رأى أنه يشرب اللبن المشوب ويدع الخالص فإنه يرضى بالعيش الدون ويأكل الحرام وربما كان صاحب بدعة فليتق الله تعالى. وقال الكرماني: رؤيا لبن الوحوش مال يسير إلا لبن الحمار الوحشي فإنه يؤول بالتوبة والصلاح، ومن رأى أنه يسقى أولاد السبع لبنا فإنه يحصل له خير ومنفعة من ملك.
وقال جابر المغربي: لا خير في حلب مالا يؤكل لحمه. وقال جعفر الصادق: رؤيا لبن الانسان تدل على ثلاثة أوجه رزق حلال ومال الأولاد وغم وحزن من جهة العيش. وأما القنبريس فإنه يؤول بالغم والحزن وكلما كان القنبريس عنده أو أعطاه له أحد وهو لم يأكل منه فإنه محمود جدا لأنه ليس في أكله خير ومنفعة. وقال الكرماني: أكله يدل على كلام خشن بحيث يتألم منه قلوب الناس، وأما الايران فمن رأى أنه يشترى إيرانا