فيه غث وسمين فيه بخس وثمين مثل ماس من خليط جمع الأضداد في كوب وإبريق وكأس فتراه مرة في الذروة العليا وأخرى في حضيض ومآسي [14] قلت للاهف لما هب: قد هيجت ما كان دفينا لهب أنت من البركان أم من وهج شع قرونا؟
زفرات كنت آهات لمن عانى من العيش شجونا؟
حسرات الواله المكمود قد أورى الهوى فيه جنونا أم شعاع من حنان الأم قد فاض من الصدر حنينا؟
[15] تتداعى بي أفكار لارتاد من الآفاق ركنا فتراني مرة أهنا بلقياها وأخرى أتعنى في جحيم تتلظاني بلقياها وأخرى أتمنى أو أراها مزجت منهن آلاما وأنغاما ولحنا تبعث الآلام أو تبعث بالذكرى إلى العيش المهنا [16] يا ترى من يظلم النفس فتلقى الذل أو تلقى الهوانا؟
كيف يصليها إله الخلق تعذيبا ومنها قد حمانا؟
أتراني أتهنا بعذاب النفس أم نشقى كلانا؟
أفنفسي عين ذاتي ما خطت عنها زمانا ومكانا؟
قل: بلى من شيمة العدل على الظالم حق أن يهانا