العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر أرد بها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم " (1). قال النووي: القفيز مكيال معروف لأهل العراق، والمدى مكيال معروف لأهل الشام، والأردب مكيال معروف لأهل مصر، والأشهر في معنى الحديث: إن العجم والروم يستولون على البلاد فيمنعون حصول ذلك للمسلمين، وقد روى مسلم عن جابر قال: يوشك أن لا يجئ إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذلك. وذكر في منع الروم ذلك بالشام مثله (2). لقد ذهب الخراج الذي فتح له بيت المال أبوابه، لأن فيه الأمن والأمان لحدود الدولة. ولم يأت الخراج بالأمن لأن السبي أصبح لهم موطئ قدم في الدولة، وتجول نصارى الحيرة وبني تغلب في الطرقات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن يملأ الأرض عز وجل أيديكم من العجم ثم يكونون أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيأكم " (3)، وعلى موائد الفئ لا ترى العجم وحدهم وإنما ترى كل وجوه الأمم. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قيل: يا رسول الله فمن قلة بما يومئذ؟
قال: لا ولكنكم غثاء كغثاء السيل، يجعل الوهن في قلوبكم وينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا وكراهتكم الموت (4).
غثاء السيل: أي كالذي يحمله السيل من زبد ووسخ (5)