أيضا أهل المدينة وما حولها. لقد كان أبو سعيد الخدري يقول. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخياركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال:
الموفون الطيبون إن الله يحب الخفي التقي. ومر علي بن أبي طالب فقال النبي:
الحق مع ذا الحق مع ذا " (1)، وكان أبو ليلى الغفاري يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم: سيكون بعدي فتنة فإذا كان فالزموا علي بن أبي طالب فإنه الفاروق بين الحق والباطل (2)، وزاد في رواية: " وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين (3)، وكان كعب بن عجرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني عليا (4). وهكذا أقيمت الحجة بالنداء.
1 - الظهور:
عندما جاء الناس إلى علي بن أبي طالب ليبايعوه. كان علي يعلم أن من أمامه أياما عصيبة. فالنبي عهد إليه بقتال الناكثين أولا. وهذا يعني أن بين الذين سيبايعونه من سينقض البيعة ويقاتله. ومن جهة أخرى فإنه أكثر الذين سيبايعونه لا يعلمون شيئا عن مكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يخوض بهم المعارك وهو لم يسهر على تربيتهم وتدريبهم في وقت تطفح فيه خزائن الذهب والفضة عند ألد أعداء الدعوة. لقد كان هذا كله شاخصا أمام الإمام علي وهم يعرضون عليه أن يبايعوه. وكان عليه أن يبين لهم حقيقة ما يعلمه ولا يعلمونه. ويخبرهم أنه إن أجابهم لما يريدون فإنه مثله لن يتراجع عما عهد إليه من النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذه الحالة لن يلتفت إلى قول القائل منهم، ثم يخبرهم. إما أن يقبلوا بهذا أو أن يتركوه ويبحثوا عن غيره. وهذا المعنى كان فيما روي عنه رضي الله عنه أنه قال لهم: " دعوني والتمسوا غيري