إن عمر كان له مملوكا نصرانيا (1). ومن قبل عمر أخرج مالك وابن أبي شيبة وابن جرير والبيهقي عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر دخل على عائشة وهي تشتكي ويهودية ترقيها فقال أبو بكر ارقيها بكتاب الله عز وجل. فمظلة التسامح كانت تظلهم ولم يشعروا بالكرامة الحقيقية على امتداد تاريخهم إلا تحت هذه المظلة وخير شاهد أنهم أطلقوا على عمر اسم الفاروق، قال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر الفاروق وكان المسلمون يأثرون ذلك من قومهم، ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئا " (2). وبعد أن طعن الغلام المجوسي الفاروق فتحت صفحة جديدة بدأت بما سمي في التاريخ بالشورى.
1 - يوم الشورى:
من الثابت أن عمر بن الخطاب قال: لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته. ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته (3)، وفي رواية عند الإمام أحمد: لو أدركني أحد الرجلين ثم جعلت الأمر إليه لوثقت به. سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة بن الجراح (4). ثم اختار عمر ستة من الصحابة وصفهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو راض عنهم وهم:
عثمان بن عفان. عبد الرحمن بن عوف. سعد بن أبي وقاص. الزبير بن العوام.
طلحة وعلي بن أبي طالب. وأمر عمر صهيب أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأن يدخل هؤلاء الرهط بيتا ويقوم على رؤوسهم، فإن اجتمع خمسة وأبى واحد، على صهيب أن يطيح رأسه بالسيف. وإن اتفق أربعة وأبى اثنان يضرب رؤوسهما وإن رضي ثلاثة رجلا وثلاثة رجلا فعليه أن يكون مع الذين فيهم عبد الرحمن بن