آذاني ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل " معصومة. لأنها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن من يؤذيها مؤذيا له على كل حال. بل إن إقامة الحد عليها إن كان صدر منها فعل يقتضي ذلك أيكون سارا له ومطيعا. ولأنها بعيدة عن كل هذا كان من آذاها فقد آذاه ولا خلاف بين المسلمين في صدقها فيما ادعته. لأن أحدا لا يشك أنها تدعي ما ادعته كاذبة، وليس بعد: لا تكون كاذبة إلا أن تكون صادقة. ولقد قال البعض عن الفعل الأصح الذي كان يجب أن يكون: قد كان الأجمل أن يمنعهم التكرم مما ارتكبا منها فضلا عن الدين وقال ابن أبي الحديد في تعليقه على هذا القول المفيد: وهذا الكلام لا جواب عنه. ولقد كان التكرم ورعاية حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ عهده يقتضي أن تعوض ابنته بشئ يرضيها. إن لم يستنزل المسلمون عن فدك وتسلم إليها تطييبا لقلبها. وقد يسوغ للإمام أن يفعل ذلك من غير مشاورة المسلمين إذا رأى المصلحة فيه. وقد بعد العهد الآن بيننا وبينهم ولا نعلم حقيقة ما كان وإلى الله ترجع الأمور.
3 - تساؤلات على الطريق:
إذا تحدثنا عن الزهراء نجد أنفسنا أمام أسئلة حائرة تبحث لها عن أجوبة.
من هذه الأسئلة: هل بايعت فاطمة الزهراء أبا بكر؟ والإجابة التي نجدها في البخاري وغيره من حديث عائشة عندما أبى أبو بكر أن يعطي فاطمة ما سألت:
أن فاطمة غضبت وهجرت أبا بكر فلم تول مهاجرته حتى توفيت. وعند البخاري: أن عليا دفنها ولم يخبر أبو بكر بموتها (1). وعلى هذه الإجابة نقول:
كيف يستقيم موقف الزهراء مع الحديث الصحيح: " من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية " (2)، وحديث: " من خرج من السلطان شبرا مات