البيت أحد إلا لد "، عقوبة لهم بتركهم امتثال نهيه عن ذلك (1)، وبقراءة متدبرة لهذا الحدث. نجد أن من في البيت ظنوا أن النبي قد غلبه الوجع! لقد حكموا بما يرون ولم يمتثلوا لما قال. وبعد أن وقعوا في المحذور أخبرهم بأن الله لم يجعل لهذا المرض سلطانا على رسول الله. ثم أخبرهم بعقوبة تستقيم مع ما فعلوه. ومعنى أنه صلى الله عليه وسلم يخبرهم بالعقوبة أنه لا ينطق عن الهوى. وأنه كان يتلقى من ربه ويخبر بالغيب حتى النفس الأخير.
لقد تعاملوا معه على أنه قد غلبه الوجع، أو أنه رفض الدواء كراهية المريض للدواء، فضربتهم العقوبة. ترى هل يستحق الفريق الذين قالوا يوم الخميس أن النبي قد غلبه الوجع عقوبة على ما قالوا بعد أن تبين هنا أن الله لا يسلط على رسوله المرض الذي يجعله يهدي أو يهجر؟
رابعا - الوصايا:
إذا سألنا: بماذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الموت؟
فستكون الإجابة على هذا السؤال غير تامة في جميع الأحوال. ولقد روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من حق امرئ مسلم له شئ يوصى فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده " (2)، ولقد روى فيما بعد أن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثوا عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسأل لهن ميراثهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكانت المفاجأة عندما أخبرهم أبو بكر رضي الله عنه أن الرسول قال: لا نورث " (3)... فمن هذا يمكن القول أن النبي لم يكتب وصيته ويقول فيها هذا. وعلى أقل تقدير لم يخبر أهل بيته بذلك. فإذا تركنا الوصية فيما يتعلق بميراث أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ونظرنا إلى الوصية بالأمة. نجد روايات تحتاج إلى إيضاحات. وعلى سبيل المثال روى الإمام أحمد عن ابن عباس أن النبي