فحسب البدايات تكون النهايات.
وفي رأينا أن هذا الأسلوب هو الأمثل للكشف عن فتنة ترتدي ثياب القداسة والخشوع وأول باب للبحث لاتقاء هذه الفتنة يجب أن يبدأ من قوله تعالى: (لا تصيبن الذين ظلموا) وليكون السؤال: الذين ظلموا! ظلموا من؟ ثم يتم البحث عن المقياس الذي عليه يظهر الظلم وحجمه وحركة الظالم والمظلوم.
ثانيا - الأمر العسكري الأخير:
ذكرنا أن النبي في حجة الوداع أعلن على الناس وفاته وذلك في قوله:
" لعلي لا ألقاكم بعد عامكم هذا "، كما قال مثل ذلك في غدير خم. ويمكن أن تكون المساحة الزمنية بين هذا الإعلام وبين حدوث الوفاة زاخرة بالاجتماعات وترتيب الأوراق بالنسبة لجميع الأطراف. وشاء الله عز وجل أن يكون هناك حدث يستدعي تجهيز جيش ليصدر النبي قرارا ببعث هذا الجيش إلى مهمة خارج الدولة، ويكون هذا الجيش بقيادة أسامة بن زيد وينتظم تحت هذه القيادة جميع الأطراف وكبار الصحابة باستثناء علي بن أبي طالب. وكان وجود علي في المدينة لهدف كما كان لوجوده فيها يوم تبوك هدف. وروى أصحاب التواريخ والسير أن هذا الجيش أمره الرسول أن يسير إلى مؤتة (وادي في فلسطين) وروى البلاذري في تاريخه وهو معروف بالثقة والضبط أن أبا بكر وعمر معا كانا في جيش أسامة (1)، وذكر الواقدي في كتاب المغازي أن أبا بكر لم يكن في جيش أسامة وإنما كان عمر وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم. وقال الواقدي إن أبا بكر استأذن رسول الله فأذن له فذهب إلى داره بالسنح وكان بها منزله حين تزوج ابنة خارجة.
وبالجملة: اتفق جميع المؤرخين على أن عمر كان بالبعث وروى البلاذري وهو ثقة أن أبا بكر كان أيضا ضمن الجيش وقال غيره غير ذلك.