وسلم أنه قال: فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله " (1)، قالوا: من؟ قال: خاصف النعل وكان أعطى عليا نعا يخصفها (2)، وعن علي قال: " عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين " (3)، قال في لسان العرب: ومنه حديث علي: " أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين " الناكثون أهل الجمل والنكث نقض العهد. وأهل الجمل كانوا قد بايعوه ثم نقضوا بيعته وقاتلوه. والقاسطون أهل صفين لأنهم جاروا في الحكم وبغوا عليه. والمارقون الخوارج لأنهم مرقوا من الدين لغلوهم فيه (4)، والآن هل رأيت للقميص مكانا في نصوص رسول الله؟ أم أنك رأيت نقضا للعهد وجورا في الحكم وبغيا على الحجة ومروقا من الدين؟ وجميع ذلك مرجعه إلى تأويل وضع في غير موضعه وأهواء وآراء تصب في وعاء المطامع ومن أجل هذا كان ظهور الحجة في نهاية عصر الصحابة القادة له حكمة ومن وراء الحكمة هدف.
أولا - النداء الحق:
بعد دفن عثمان تحرك الناس في اتجاه علي بن أبي طالب ليبايعوه (5) منهم من رأى فيه الزهد فيما بين يدي الناس وسوف يتعامل مع الذهب والفضة تعامل العابد الزاهد العادل. ومنهم من وجد فيه الأمانة في النصح لعثمان ومعارضيه على امتداد عصر الأزمات. ومنهم من تذكر الأيام الأولى وعلم أنه لا سبيل إلى الاصلاح إلا بالعودة إلى الأمر الأول. ومنهم من كان يعلم حقيقة الأحداث ولم ينسها يوما وعندما جاء أوان الظهور لم يكن في حاجة إلى بيعة لأنه كان قد بايع