الهجرة، فقام اليهود بتغذية الساحة بالمكائد وإشعال الحرب وكان الغرض من هذه الحروب كسر شوكة المسلمين وتجريدهم من قوتهم لحساب المنافقين ولحساب أهل مكة ومن حولهم الذين أخبر تعالى أنهم لا يهتدون ويستوي عليهم الانذار أو عدم الانذار (1).
* حصار دائرة النجس:
لقد استهدف الكفار والمشركين الداعي إلى الله صلى الله عليه وسلم ودعوته والمؤمنين بها. فأما الداعي إلى الله فلم يصل كيدهم إليه لأن الله ينصر رسله ولو كره الكافرون. وأما كتاب الدعوة وهو القرآن الكريم فقد تولى الله حفظه فقال جل شأنه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون) (2). وأما أتباع الدين فإن حفظهم يكون بمقدار اقترابهم من الداعي إلى الله صلى الله عليه وسلم وكتابه. فكلما كانوا أقرب عمهم الأمن والأمان ودخلوا في رحاب النصر والحفظ وكلما ابتعدوا عمهم البغي والاختلاف والافتراق، ودخلوا في خيام برنامج الشيطان. وآيات الكتاب الحكيم التي تحفظ أتباع الدين الحق، آيات كثيرة تحفظهم من وساوس الشيطان وخطواته وتحفظهم من حركة أتباع منهج الشيطان ودسائسهم.
لقد حثتهم آيات الله على الاتحاد والأمانة والتقوى والجهاد والدعاء والذكر والصدقة والعلم والفكر والفهم. إلى غير ذلك من الأمور التي تجعل منهم قوة لا تنفذ إليها سهام دائرة النجس. والأكثر من هذا أن آيات الكتاب الحكيم كشفت برنامج الكفار والمشركين الذي يستمد قوته من برنامج الشيطان. وكشف هذا البرنامج للمؤمنين هو في نفس الوقت حجة عليهم يوم القيامة. وأهم الأعمدة التي يقوم عليها برنامج المشركين من أهل الكتاب قوله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا