المتقين) (1)، (ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) (2)، إنه سبحانه مصدر جميع السلطات وإليه تنتهي جميع القرارات. وهو مصدر الخلق والتكوين وواهب الحياة ومقوماتها فكما أن له سبحانه الخلق والإبداع، كذلك له الأمر والنهي.
3 - ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لقد شرع الله ولاية رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل ولاية الرسول على المؤمنين شرط في الإيمان بالله. قال تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) (3)، فالإخلاص لله في دينه خطوته الأولى لا تكون إلا بحبه تعالى. ومن أراد أن يخلص في عبوديته على الحب فعليه أن يتبع هذه الشريعة التي هي مبنية على الحب، ولا حب حقيقي إلا في اتباع سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالأخذ عنه والتأسي به. فمقدمة ولاية الرسول هي الحب الذي هو في الحقيقة الوسيلة الوحيدة لارتباط كل طالب بمطلوبه وكل مريد بمراده. فالواجب على من يدعي ولاية الله بحبه. أن يتبع الرسول حتى ينتهي ذلك إلى ولاية الله له بحبه. والآية ذكرت حب الله دون ولايته. لأنه الأساس الذي تبني عليه الولاية. وإنما ذكر حب الله تعالى فحسب لأن ولاية النبي والمؤمنين تؤول بالحقيقة إلى ولاية الله.
وباب الحب هنا إعجاز بغلق الباب أمام المتاجرين في دوائر الرجس والبخس ويبشرهم بالعذاب الأليم إذ لم تخضع قلوبهم وتخشع وولاية الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان خيطها الأول يبدأ من القلوب. فإن هذا الخيط يمر في عالم المشاهدة حيث العلم وبيان المعارف الإلهية التي أنزلها الله للناس.
لتدخل الولاية من باب الحجة. قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما