من فيها بأن يطيعوا أميرهم. وعند تنفيذ المهمة غضب الأمير. فقال لمن معه:
أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني. قالوا: بلى، قال:
فاجمعوا لي حطبا فجمعوا فقال: أوقدوا نارا. فأوقدوها. فقال: إدخلوها فهموا. وجعل بعضهم يمسك بعضا ويقولون: فررنا إلى النبي من النار (1)، فما زالوا حتى خمدت النار. فسكن غضب الأمير فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة والطاعة في المعروف (2)، وروي أن عمران بن حصين بعد وفاة النبي كان يذكر بهذا الحديث الأمراء الذين كانوا يتسعملهم زياد (3).
1 - أمراء على الطريق:
وكما ذكرنا من قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل البعض على رأس السرايا تألفا منهم عمرو بن العاص وقد ولاه أميرا على أبي بكر وعمر وأبي عبيدة بن الجراح في غزوة ذات السلاسل (4)، وكان النبي قد وجهه إلى أخوال أبيه العاص يستألفهم بذلك و يدعوهم إلى الإسلام (5)، فلما وصل ابن العاص إلى أرض السلاسل بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستمده بجيش فأمده بمأتين فيهم شيوخ المهاجرين (6)، لقد كانت هذه سيرته صلى الله عليه وسلم في تحديد الأمراء وتعيين أهداف الدعوة. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. كانت هناك مقاييس أخرى لهذه العملية. فعلى سبيل