سيترتب عليه آثار جانبية. لعدل عنه وجمع العديد من الصحابة العدول الثقاة وأمرهم بكتابة الأحاديث الصحيحة لتكون منارا لمن يأتي بعدهم ولقطع بذلك الطريق على الوضاعين والذين فرقوا الأمة شيعا وأحزابا. ولسد المنافذ على الذين التمسوا لمبدأه الأعذار وقالوا: إن منع الرواية كان من أجل أن لا يزاحم الحديث القرآن لأن في هذا القول من التشكيك ما لا يخفى.
2 - من آثار عدم رواية الحديث:
كان عدد من أهل الكتاب قد دخلوا في الإسلام وأخذ عنهم المحدثون فيما بعد شيئا كثيرا من أخبار كتبهم وقصص أنبيائهم وأممهم فخلطوها بما كان عندهم من الأحاديث المحفوظة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ الوضع والدس يدوران في الأحاديث. ويوجد اليوم في الأحاديث المقطوعة المنقولة من الصحابة ورواتهم في الصدر الأول شئ كثير من ذلك يدفعه القرآن بظاهر لفظه:
وإذا أردنا أن نضع أيدينا على البداية. فلا بد من البحث في مساحة عدم الرواية لنرى أين الوتر الذي تعود إليه وإلى طابوره الأحاديث الموضوعة في صفات الله وأسمائه وأفعاله والزلات المنسوبة إلى الأنبياء الكرام والمساوئ المشوهة المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم والخرافات في الخلق والإيجاد وقصص الأمم الماضية. والوتد الأساسي الذي نعتقد أنه الأساس في هذا البلاء هو القص وعليه نسلط الضوء.
أ - القص في المساجد:
القاص أو القصاص (والجمع قصاص) هو الرجل الذي كان يجمع الناس حوله في الطرقات أو في المساجد. فيعظهم حينا بذكر الأحاديث والأخبار ويسليهم بالقصص والحكايات حينا آخر. وهؤلاء كانوا مقربين من الخلفاء وكانوا يقومون مقام الصحف في أيامنا هذه لذا كان الإمام علي بن أبي طالب يقول