وأخيرا لقد أدى عدم الرواية إلى القص ورواية الشعر وكلاهما سنة عربية قديمة وإحياء هذه السنة أدى إلى عودة أوضاع قديمة لعالم قديم وكان ينقص هذا العالم لكي يكتمل خطوة أو خطوتين.
3 - إلغاء سهم المؤلفة قلوبهم:
قال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل)، وقد روى زياد بن الحارث الصدائي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته. فآتاه رجل فقال: أعطني من الصدقة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لم يرض بحكم نبي ولا غيره من الصدقات حتى حم فيها فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك "، رواه أبو داود (1)، وسهم المؤلفة قلوبهم قيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطيه لجماعة منهم الذين يراد تأليف قلوبهم ليسلموا كسادات العرب وزعمائهم ومنهم للذين أسلموا ونياتهم ضعيفة فتؤلف قلوبهم بإجزال العطاء. ومنهم من يترقب بإعطائهم إسلام نظرائهم من رجالات العرب. ولقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى هذا السهم لأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية (2)، والأقرع بن حابس وعيينة بن حصين، وعباس بن مرداس. وصفوان بن أمية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم منذ نزلت الآية حتى لحق صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ولم يعهد إلى أحد من بعده بإسقاط هذا السهم إجماعا من الأمة المسلمة كافة وقولا واحدا.
وبعد وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم. جاء عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وعباس بن مرداس. وطلبوا من أبي بكر نصيبهم فكتب لهم