أن يكون مفتاح بيت المال معه وأخبرهم بأنه لن يأخذ منه درهما وليس له أمر دونهم. ثم قال: رضيتم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد عليهم ثم بايعهم على ذلك (1)، وروى عنه أنه قال: حق على الإمام أن يحكم بما أنزل الله وأن يؤدي الأمانة. فإذا فعل فحق على الناس أن يسمعوا له وأن يطيعوا وأن يجيبوا إذا دعوا (2)، وروى عندما بويع الإمام علي بن أبي طالب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خزيمة بن ثابت وهو واقف بين يدي المنبر:
فإذا نحن بايعنا عليا فحسبنا * أبو حسن مما نخاف من الفتن ووجدناه أولى الناس بالناس إنه * أطب قريشا بالكتاب وبالسنن وإن قريشا ما تشق غباره * إذا ما جزى يوما على الضمر البدن وفيه الذين فيهم من الخير كله * وما فيهم كل الذي فيه من حسن (3) 2 - إصلاحات علوية:
بدأ أمير المؤمنين عملية الاصلاح عقب مبايعته. ولم تكن عملية الاصلاح في محيط الغصون أو الثمار وإنما بدأت من عند الجذور حيث توجد سياسة تعيين المنافقين وسياسة عدم الرواية والتصريح بالقص والشعر وإغماض الطرف عن صناعة الخمور وسياسة الخراج وتأويل الآيات ووضعها في غير موضعها واكتناز الذهب والفضة إلى غير ذلك من سياسات، ولم تكن عملية الاصلاح والتغيير عملية سهلة فلقد برزت العقبات وجاءت موقعة الجمل بسرعة ومن بعدها هبت رياح هدفها تحطيم كل شئ. ونحن هنا سنلقي الضوء على بعض التغييرات والإصلاحات وليتدبر الباحث في جوهرها.
0 - قرار عزل أمراء الفتن:
عندما قتل عثمان خرج النعمان بن بشير ومعه قميص عثمان مضمخ