إليكم قتلنا كفاركم وحمايتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كنتم تنقمون منا حنة كانت بالأمس فقد كفى الله شرها. فما لنا وما لكم. والله ما يمنعنا من قتالكم الجبن. ولا من جوابكم العيى. إنا لحي فعال ومقال. ولكنا قلنا: إنها حرب أولها عار وآخرها ذل فأغضينا عليها عيوننا. وسحبنا ذيولنا حتى نرى وتروا فإن قلتم قلنا وإن سكتم سكتنا.
فلم يجبه أحد من قريش. ثم سكت كل من الفريقين عن صاحبه (1)، وظل الأنصار تحت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال لهم فيه: " إنكم ستلقون بعدي آثرة فاصبروا " (2)، والذي قال النووي في شرحه: أي يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق (3)، ظلوا على أرضية الصبر حتى كان زمن علي بن أبي طالب فبايعوه كلهم وحاربوا تحت رايته. وبعد وفاة علي وفي عصر يزيد بن معاوية جاء يوم الحرة وهو اليوم الذي بايعوا فيه ليزيد على أنهم عبيد.
6 - الخلافة في قريش:
في سقيفة بني ساعدة لم يذكر فيها نص عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن الأئمة من قريش والروايات الواردة في الجدل الذي دار بين المهاجرين وبين الأنصار ليس فيها إلا إلى أبي بكر وعمر بأن قريشا أهل النبي صلى الله عليه وسلم وعشيرته وأن العرب لا تطيع غير قريش. وقول أبي بكر لهم: إن هذا الأمر لا يصلح إلا لهذا الحي من قريش. ليس نصا مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يكون أبو بكر قد ذكر هذا بناءا على نص سمعه من رسول الله فنقل لهم معناه. وفي أثناء المواجهة بين المهاجرين وبين الأنصار برز علي بسطح القول: " بأن الأئمة من قريش "، وكان أول من قال به عكرمة بن أبي جهل ثم أكده عمرو بن العاص عندما عاد من سفره ثم رواه بعد