وفجورهم فارددهم إلى مصرهم. فكتب إليه عثمان يأمره أن يردهم إلى سعيد بن العاص بالكوفة، فردهم إليه (1). وعندما تحدثوا بالقرآن خاف سعيد أن يغروا الناس بسحرهم كما خاف معاوية من قبل فكتب إلى عثمان يضج منهم فكتب عثمان إليه أن يسيرهم إلى عبد الرحمن بن خالد بن الوليد أمير حمص (2).
لقد كانت البداية اعتراض على مقولة: " السواد بستان لقريش " تلك المقولة الظالمة التي عند نتيجتها أولى خرج أبو ذر الغفاري وغيره. ولكن الدولة تعامت عن حركة الغليان في الجانب الآخر، وعلى كؤوس الوليد وشعر أبي زبيد والأقيشر وشعراء الأديرة والخمور خرج جندب ليضرب الشعوذة والدجل والسحر ويقاضي الوليد بل والنظام كله. ولكن النظام عاد ليقول: " السواد بستان لقريش " ولم يضع في حساباته أن الخروج السلمي لأبي ذر وعبادة والمقداد قد طرح ثقافة تحذر من بني أمية إذا بلغوا ثلاثين رجلا، ولهذا لم يكن غريبا أن نسمع وفد المبعدين وهم يطالبون باعتزال معاوية.
6 - البطانة السوء:
جاءت سياسة التسيير بمزيد من الصعوبات أمام دولة عثمان فبعد أن انقضى عام 33 ه - 34 ه بدأت الأمصار تضج من ظلم الولاة، فمصر تحت قيادة عبد الله بن أبي السرح أخو عثمان من الرضاعة. وكان عبد الله يكتب الوحي للنبي، ثم ارتد مشركا، ويوم فتح مكة أمر النبي بقتله، ولو وجد تحت أستار الكعبة، ولكن عبد الله اختفى عند عثمان. وبعد أن هدأت الأمور في مكة جاء به عثمان ليستأمن له، ولكن النبي صمت طويلا، ثم قال: نعم. فلما انصرف عثمان قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن حوله: ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل: فهلا أومأت إلي يا رسول الله، فقال: إن النبي لا