ويؤتمن غير الأمين " (1). صلى عليك يا رسول الله فلقد ظهر هذا بعد وفاتك بزمن قليل ثم بدأ يتسع حتى تاه الجميع في سنن الأولين إلا من رحم الله. وكان لظهور النفاق علامات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للمنافقين علامات يعرفون بها، تحيتهم لعنة وطعامهم نهبة (أي اغتصاب) وغنيمتهم غلول (أي سرقة) (2). وصلى الله عليك يا رسول الله.
4 - الإحتجاج السلمي:
بدأ عثمان خطاه فقال: " لا يحل لأحد يروي حديثا لم يسمع به في عهد أبي بكر ولا عهد عمر " (3) وكانت بداية حكمه لا تختلف عمن سبقه، ولكن ما لبث بعد أن قام بنو أمية بترتيب أوراقهم أن تحول الحكم لصالح بني أمية، وصالح الأرستقراطية القرشية. وكما ذكرنا من قبل أن السياسة التي اتبعها عمر بن الخطاب كانت عدم توزيعه الأرض على المسلمين المقاتلين، وحولها إلى أرض خراج تملك الدولة رقبتها، وصار بيت المال يدفع للمقاتلة أعطيات من الثابت أن عمر بن الخطاب فضل بعض الناس على بعض. ففضل السابقين على غيرهم وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين، وفضل المهاجرين كافة على الأنصار كافة، وفضل العرب على العجم (4). وكان من نتيجة ذلك ظهور طبقة من الأرستقراطية القرشية، ولكن بحجم محدود ما لبث أن اتسع بعد ذلك.
وفي عهد عمر روى الإمام أحمد أن أبا عبيدة بن الجراح بكى وعندما قيل له ما يبكيك قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا أبا عبيدة يكفيك من الخدم ثلاث، خادم يخدمك، وخادم يسافر معك، وخادم يخدم أهلك. وحسبك من الدواب ثلاث، دابة لرحلك، ودابة لثقلك، ودابة لغلامك. ثم ها أنذا أنظر