وقدموا معه إلى المدينة وهم: معاوية بن أبي سفيان أمير الشام، وعمير بن سعد أمير حمص، والمغيرة ابن شعبة أمير الكوفة، وأبو موسى الأشعري أمير البصرة، وعمرو بن العاص أمير مصر (1)، فهذه الحزمة الواحدة كانت موجودة يوم الشورى، وروي أن عبد الرحمن بن عوف خرج ليشاور الناس ودار لياليه يلقى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وافى المدينة من أمراء الأجناد وأشراف الناس يشاورهم ولا يخلو برجل إلا أمره بعثمان (1). وروي أن عليا عندما علم بما يفعله عبد الرحمن لقى سعد بن أبي وقاص وقال له: اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام أن الله كان عليكم رقيبا. أسألك برجم ابني هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرحم عمي حمزة منك أن لا تكون مع عبد الرحمن لعثمان ظهيرا علي فإني أولى بما لا يدلي به عثمان (2)، وذكر البخاري أن عبد الرحمن بن عوف كان يخشى من علي بن أبي طالب شيئا (3) ولكنه لم يفصح عن هذا الشئ.
وكان عمار بن ياسر ميزانا للساحة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالذي يبغض عليا فعليه بعمار بن ياسر ليرشده إلى طريق الحق الذي لن يجد فيه إلا علي بن أبي طالب. روى البخاري أن عمارا أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (4). وعمار قال فيه النبي: ابن سمية ما عرض عليه أمران قط إلا اختار الأرشد منهما (5)، ويوم الشورى قال عبد الرحمن بن عوف: إن الناس قد أحبوا أن يلحق أهل الأمصار بأمصارهم وقد علموا من أميرهم (6). فقام عمار بن ياسر وقال: إن أردت أن لا يختلف