المثال خالد بن الوليد الذي تبرأ من صنعة النبي صلى الله عليه وسلم نجده في عهد أبو بكر يرتكب مخالفات ليست أقل خطورة مما ارتكب من قبل ولكن فعله توارى وراء تعريف " تأول فأخطأ وله أجر واحد "، وكان الشخص الذي يرتكب مخالفة للكتاب أو السنة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ويراد الاعتذار عنه أو يصحح عمله يقال له: " تأول " وتطور الاعتذار إلى حد صار إلى كل جريمة ترتكب ومن أمثلة ذلك اعتذار ابن حزم عن أبي الغادية قاتل عمار بن ياسر من أنه متأول مجتهد فأخطأ فله أجر واحد هذا مع ما تواتر من قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمار أنه تقتله الفئة الباغية.
ومخالفة خالد عندما قتل مالك بن نويرة ثم تزوج امرأته التي وصفها ابن كثير بأنها كانت جميلة (1)، قصة معروفة عند من تأمل كتب السير والنقل.
فمالك بن نويرة كان على صدقات قومه بني يربوع واليا من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما بلغه وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أمسك عن أخذ الصدقة من قومه حتى يقوم قائم بعد النبي صلى الله عليه وسلم. وروى أهل النقل. إن أبا بكر وصى الجيش الذي بعثه ليقاتل مانعي الزكاة. بأن يؤذنوا ويقيموا فإن أذن القوم كأذانهم وإقامتهم كفوا عنهم. وإن لم يفعلوا أغاروا عليهم (2). وعندما تقدم خالد نحو بني يربوع وكان معه أبو قتادة بن سراباه وأمر جنوده أن يدعوا القوم وأن يأتوه بكل من لم يجب. فجاءته الخيل بمالك بن نويرة الذي انتهى الأمر بقتله وتزوج خالد زوجته أم تميم بنت المنهال.
وكان أب قتادة الحارث بن ربعي ممن شهد أنهم أذنوا وأقاموا و صلوا. وحلف أبو قتادة ألا يسير تحت لواء خالد في جيش أبدا (3). وركب أبو قتادة فرسه واتجه إلى أبي بكر فأخبره الخبر وقال له: إني نهيت خالدا عن قتله فلم يقبل قولي. وعندما سمع عمر بن الخطاب الخبر قال: إن القصاص قد وجب على