ينطق عن الهوى) * (1)، وقوله تعالى: * (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) * (2)، إلى غير ذلك من الآيات. ويعارضه حديث " لم يكن النبي سبابا ولا فحاشا " (3)، وإذا كان النبي قد لعن أحدا فإن هذا اللعن بأمر من الله قال تعالى: * (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) * (4)، وقد أمر الله رسوله يوم مباهلة نصارى نجران بأن يأتي بعلي وفاطمة والحسن والحسين وأن يقول للنصارى:
* (ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) * (5)، فالرسول لا ينطق إلا بوحي ولكن أجهزة ومؤسسات الصد جعلته يغضب كما يغضب البشر لأسباب يفهمها كل باحث عن الحقيقة.
وبعد أن انخرطوا مع الأمة في نسيج واحد ضاع ذكرهم بعد أن أغلقت الأبواب على الأحاديث التي حذرت منهم. كما ضاع ذكر أهل البيت بعد أن أغلقت نفس الأبواب على الأحاديث التي رغبت فيهم. ورغم ذلك كان في الساحة طائفة موالية لأهل البيت ولكن في عالم الظلال... وتحت الأضواء كان هناك من يسير بين الأمة وهدف الأمة. كان يود لو أمسك بقائمة كرسي أمام باب من الأبواب يتسلق عليها إلى كرسي آخر حتى يخرج الحياة الدينية عن مسارها وتتحول فيما بعد إلى اتجاه يدفع إلى فتن حذر النبي صلى الله عليه وآله من مقدماتها. ونحن هنا سنلقي بعض الضوء على بعض الأمراء الذين كانت بداية ظهورهم في عهد أبي بكر ثم تدفقت بهم الدولة بعد ذلك على امتداد تاريخها.
أما الذين كانوا على عهد أبي بكر فمنهم رجل يدعي الفجأة. قدم إلى أبي بكر وزعم أنه مسلم وسأله أن يجهز معه جيشا يقاتل به أهل الردة. فجهز معه جيشا فلما سار جعل لا يمر بمسلم أو مرتد إلا قتله وأخذ ماله. وعندما علم أبو بكر