الذين ظلموا ويمنع تسلل بطانة السوء إلى المقاعد الأولى. لأن الاقتراب في الدين أو الحياة الدينية من هذه الدوائر بنوع من الاعتماد والاتكاء يخرج الدين أو الحياة الدينية عن الاستقلال في التأثير.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يتحقق الامتداد لمصلحة رآها بعض الصحابة يحفظون بها الحياة الدينية. فأمسكوا سهم المؤلفة الذي كان يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم للبعض من قريش وغيرهم فقد روي أنه صلى الله عليه وسلم كان يبعث بالمال إلى أبي سفيان ليفرقه في قريش ليتألفهم (1)، ولكن رأي الصحابة نشأ عنه آثار جانبية مثل التي تنشأ عن الدواء الذي يستخدم في علاج داء معين ومن جملة هذه الآثار أن أبا سفيان دخل على عثمان بن عفان بعد أن كف بصره فقال: هل علينا من عين؟ قال: لا، فقال: يا عثمان إن الأمر أمر عاليه والملك ملك جاهلية فاجعل أوتاد الأرض بني أمية (2)، وفي رواية قال: يا معشر بني أمية إن الخلافة صارت في تيم وعدي حتى طمعت فيها. وقد صارت إليكم فتلقفوها بينكم تلقف الصبي للكرة (3)، وفي مروج الذهب عنه أنه قال: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصرن إلى صبيانكم وراثة (3)، وروي أنه مر بقبر حمزة بن عبد المطلب فضربه برجله وقال: يا أبا عمارة إن الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمس صار في يد غلماننا اليوم يتلعبون به.
ومن جملة ذلك أيضا أن معاوية الذي ضاع من على يديه سكة سهم المؤلفة بعد التضييق على الرواية نازع على الخلافة. وجلس في المقعد الأول يقود الحياة الدينية للأمة!! ومن جملة هذا ظهور المزيد من المنافقين الذين يقرأون القرآن يريدون به ما عند الناس. روي أن الفاروق عمر بن الخطاب خطب الناس فقال: أيها الناس ألا إنما كنا نعرفكم إذ بين ظهرانينا النبي صلى الله عليه