يا كعب عن جنات عدن (1)، إن فتح الباب أمام كعب ليدخل إلى السيرة النبوية وإلى الغيبيات يترتب عليه أمور وأمور. ومن فضل الله تعالى أنه جعل في الساحة من يتصدى لكعب. فعن عوف بن مالك أنه دخل المسجد يتوكأ على ذي الكلاع وكعب يقص على الناس فقال عوف لذي الكلاع: ألا تنهي ابن أخيك هذا عما يفعل (2)، وبلغ حذيفة أن كعبا يقول: إن السماء تدور على قطر كالرحا فقال:
كذب كعب (3).
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحب البحث عن نفسه في كتب أهل الكتاب. فعن الأقرع مؤذن عمر بن الخطاب قال: بعثني عمر إلى الأسقف فدعوته فقال له: هل تجدني في الكتاب؟! قال: نعم، قال: كيف تجدني؟ قال:
أجدك قرنا. فرفع عمر عليه الدرة وقال: قرن مه؟ قال الأسقف: قرن حديد أمين شديد (4)، وروى أن عبد الله بن سلام - كان يهوديا. أسلم في عهد النبوة - وكان عمر قد ذهب إليه ليسأله في معنى قفل جهنم. أن قال: يا أمير المؤمنين أخبرني أبي عن آبائه عن موسى بن عمران عن جبريل أنه قال: يكون في أمة محمد رجل يقال له عمر بن الخطاب. أحسن الناس دينا وأحسنهم يقينا ما دام بينهم الدين عال والدين فاش فجهنم مقفلة... إلخ " (5).
وإذا أردنا أن تزن ما سبق ونسأل هل أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الأحداث التي تعصف بالساحة؟ نقول: ربما تكون هناك إشارة في حديث رواه ابن عباس، قال: إن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " أمتهوكون (6) فيها يا ابن الخطاب. والذي نفسي بيده لقد جئتكم