وبختنصر ملك بابل فقضى على مملكة يهوذا سنة 586 ق. م، وقد أشاع بختنصر فيهم القتل والأسر ودمر المدينة والهيكل.
ثم جاءت فترة استعاد فيها اليهود كيانهم وذلك في عهد قورش الفارسي الذي انتصر على بختنصر ملك بابل وسمح لليهود بالعودة إلى فلسطين ولكن سرعان ماعتوا مرة أخرى وكثر طغيانهم فتصدى لهم الإمبراطور الروماني تيطس ودمر مدينة أورشليم وأحرق الهيكل.
ذلك هو رأي المفسرين القدامى ورأي علماء التاريخ، على أن هناك نصا مهما في هذه الآيات الكريمة وهو قوله تعالى (وإن عدتم عدنا) وتفيد هذه الآية احتمال طغيان بني إسرائيل مرات أخرى ووعيد أن ينزل بهم ما يستحقون من عقاب. وما فعله اليهود في العصر الحاضر في فلسطين وفي بيت المقدس عود منهم إلى الظلم والطغيان وندعو الله أن يساعدنا على طردهم والثأر منهم تحقيقا لوعوده، حتى نزيل عن أرضنا الطيبة ما نزل بها من طغيان وظلم.
المسلمون بفلسطين:
وفي سنة 636 م فتح المسلمون فلسطين، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت فلسطين عربية دما ولحما، أو قل عادت إلى فلسطين عروبتها الكاملة، فقد كانت قبل أن يعرفها اليهود عربية من أثر الهجرات العربية المبكرة لها، ثم دخلها اليهود على ما ذكرنا آنفا، وأخيرا جاء الفتح الإسلامي فأعاد الحق إلى نصابه، ورفع من جديد شعار العروبة بهذه البلاد، وكانت آنذاك خالية من اليهود تماما، وكان من شروط تسليم المدينة التي اشترطها صفر ونيوس بطريرك النصارى على المسلمين ألا يسكن المدينة المقدسة أحد من اليهود (1)، وأصبحت فلسطين بذلك عربية إسلامية.