أخبار الأيام الأول والثاني:
يلاحظ من يطالع العهد القديم أن سفر أخبار الأيام الثاني ينتهي بالعبارة الآتية: (وفي السنة الأولى لقورش ملك فارس، لأجل تكميل كلام الرب بقم إرميا، نبه الرب روح قورش ملك فارس، فأطلق نداء في كل مملكته وبالكتابة أيضا، قائلا: هكذا قال قورش ملك فارس، إن الرب إله السماء قد أعطاني جميع ممالك الأرض، وهو أوصاني أن أبنى له بيتا في أورشليم التي في يهوذا، من منكم من جميع شعبه ليكن إلهه معه ويصعد) وهذه العبارة نفسها هي التي يبدأ بها - بتغيير طفيف أحيانا - سفر عزرا الذي يتلو سفر أخبار الأيام الثاني، وقد دعت هذه المسألة بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن سفري أخبار الأيام الأول والثاني كانا في الأصل يكونان مع سفر عزرا كتابا واحدا في التاريخ.
وسفرا الأخبار يحويان محتويات لا تختلف كثيرا عن المحتويات التي وردت في أسفار موسى، وفي أسفار الملوك، ففي سفر الأخبار الأول حديث عن آدم وأولاده، وعن الملوك الذين ملكوا أرض إدوم قبل بني إسرائيل، ويبدأ الأصحاح الثاني عدا لبني إسرائيل من الجداد إلى الأحفاد بتفاصيل واسعة حتى عهد داود وسليمان، وابتداء من الأصحاح العاشر يتكلم السفر عن ملوك بني إسرائيل بعد الانقسام حتى السبي وعلى العموم فإن هذين السفرين اقتبسا أكثر ما بهما من مادة من الأسفار التي أوردنا الحديث عنها من قبل.
عزرا ونحميا:
ينسب سفر عزرا إلى عزرا الكاهن، ويبدو أنه عزير الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، ويقص هذا السفر قصدة عودة بعض المسبيين