الحروب الصليبية ودور اليهود فيها:
وجاءت الحروب الصليبية، وفي الجولة الأولى منها، استطاع الصليبيون أن يستولوا على بيت المقدس وعلى شريط ساحلي ضيق، ويتضح من دراسة هذه الحروب أن اليهود كانوا من وراء الصليبيين، وكانوا من الأسباب الخفية التي دفعت بالصليبيين لغزو البلاد المقدسة، فقدر أي اليهود أنهم عجزوا عن العودة للبلاد المقدسة بأنفسهم فحاولوا العودة خلف المسيحيين، وقد اتخذ اليهود المال وسيلة لهم، فأخفوا مشاعرهم الدينية والوطنية خلف المال، إذ كانوا يمثلون أغنى مراكز التجارة على الساحل الشمالي للبحر المتوسط، فساعدوا الصليبيين ليقوموا بهذه المغامرة باسم الصليب لفتح الطريق التجاري إلى الشرق عبر فلسطين، ولكن الشعار اليهودي كان في الحقيقة أقوى من الصليب وأقوى من المال (1)، وعلى كل حال فإن صلاح الدين الأيوبي سرعان ما استعاد بيت المقدس بعد موقعة حطين، وتساقطت البلدان الأخرى في يده ويد من جاءوا بعده (2)، وبقيت فلسطين عربية إسلامية حتى قيام دولة إسرائيل على ما سيجئ.
عصر التسرد وأثره:
عقب سقوط دولة إسرائيل تحت أقدام الأشوريين تفرق سكانها اليهود ولم تقم لهم بعد ذلك قائمة، ولم يعد لهم في التاريخ ذكر، أما اليهود الذين