المنطقة وسكانها المنطقة التي ستدور حولها دراستنا تقع على ضفتي نهر الأردن، إلى الجنوب من البحر الميت وتمتد جنوبا حتى قمة خليج العقبة، وينبغي أن نتعرف على طبيعة هذه المنطقة، ومن هم سكانها في تلك العصور السحيقة التي ستبدأ عندها أبحاثنا، وينبغي كذلك أن يمتد بحثنا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا حتى نكون صورة واضحة عن فلسطين، وعن الدول المحيطة بها والتي كان لها أثر فيها، وستفيدنا هذه الدراسات طوال هذا البحث، فتمدتا بعناصر خطيرة تشرح لنا كثيرا من الظواهر ذات الأثر الفعال في مجريات الأمور:
وهذه المنطقة أشبه بشرط ضيق ينتهي من جهة الجنوب بمثلث، رأسه إلى الجنوب وقاعدته إلى الشمال، ويلتقي رأسه بطرف خليج العقبة، وتمتد قاعدته من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
ومساحة هذه المنطقة ليست واسعة، فهي حوالي 27 ألف كيلومتر مربع، أي أقل من ثلث مساحة سيناء، فمساحة سيناء حوالي 82 ألف كيلومتر.
وهذه المنطقة ليست غزيرة الغني، وتتركز الثروة بها في المعادن الراسبة بقاع البحر الميت، وأهمها كلورات البوتاسيوم وكلورات الصوديوم وكلورات المغنسيوم، أما الثروة الزراعية فتشمل البرتقال بالسهل الساحلي، والحبوب بمرج ابن عامر ووادي الأردن، والزيتون بالمنطقة الجيلية، أما منطقة النقب فترتبط الزراعة بها حتى كتابة هذه السطور بكمية الأمطار التي تسقط عليها.
ومساحة النقب حوالي نصف مساحة المنطقة كلها.