للتدخل وحانت لها هذه الفرصة عندما هب صراع داخلي بين قائدين متنافسين من اليهود فاكنسح الرومان فلسطين سنة 63 ق. م واستولوا على القدس بقيادة القائد الروماني پامبيوس.
وفي عهد الرومان حلت أسرة هيرودس محل المكابيين، وقد استطاع هيرودس الكبير (72 - 4 ق م) القضاء على آخر ملوك المكابيين ليثأر لأبيه الذي كان ضحية عدوانهم، وحاول هيرودس أن يرضى اليهود فبنى هيكلا على نسق هيكل سليمان سنة 20 ق م، وقد ظل هذا الهيكل حتى سنة 70 م حيث دمر الإمبراطور تيطس الروماني مدينة أورشليم وأحرق الهيكل على أثر ثورة قام بها اليهود بالمدينة (1)، وهذا هو التدمير الثاني للمدينة والمعبد.
وإذا كان تيطس قد اكتفى بتدمير المدينة والهيكل وأبقى الحطام مكانه فإن أدريانوس أزال معالم المدينة ومعالم الهيكل تماما سنة 125 م، إذ حرث الأرض وسواها وزرعها كما تخلص تماما من اليهود بها بين قتل وتشريد، فلم يبق بها يهودي واحد، ورحل من استطاع الهرب منهم إلى مصر وشمالي إفريقية وإسبانيا وأوربا. وأقام الإمبراطور الروماني أدريانوس مكان الهيكل اليهودي هيكلا وثنيا باسم جوبيتار Jupitar رب الآلهة عند الرومان إذ لم تكن المسيحية قد اعترف بها بعد، وبقي هذا الهيكل إلى أن قامت المسيحية في أورشليم، فدمره المسيحيون من أساسه في عهد الإمبراطور قسطنطين (2).