وثالثا: لم يعرف بنو إسرائيل بفلسطين حياة الاستقرار على الاطلاق، وظل السكان الأصليون يناضلون ضدهم حتى أخرجوهم.
ورابعا: كانت مدة بني إسرائيل بفلسطين منذ دخول يوشع حتى سقوط مملكة يهوذا حوالي خمسة قرون وهي أشبه بمدة هولندا بإندونيسيا وبريطانيا بالهند، والعجيب أن هناك تشابها من نوع آخر فقد أطلقت هولندا على إندونيسيا اسم جزر الهند الهولندية إشارة إلى التملك الذي تدعي إسرائيل مثله بفلسطين، ولكن الصراع الوطني أعاد الحق إلى نصابه.
وخامسا: أحسن المجاورون لفلسطين من الشمال ومن الجنوب بالعنصر الغريب الذي دخل المنطقة، فاشترك هؤلاء المجاورون في الصرع حتى قضى على هذا العنصر الغريب.
ويقول Weech واصفا حياة اليهود في فلسطين: إن اليهود لم يكن لهم منفذ يذكر على البحر، فالموانئ الشمالية كانت تحت سلطان الفينيقيين، وموانئ الجنوب كانت تابعة للفلسطينيين، ومن ناحية الزمن فإن اليهود لم تكن لهم قوة إلا خلال نصف قرن فقط، وحتى في تلك الأثناء كانوا محاطين بممالك أكثر قوة وأرقى مدنية وحضارة (1).
ويقول Wells معلقا على عهد بني إسرائيل بفلسطين: لقد كانت حياة العبرانيين بفلسطين وبخاصة خلال القرون الثلاثة الأخيرة. أشبه بحياة رجل أصر على الوقوف وسط ميدان صاخب، فكان مصيره أن دهمته السيارات (2) وهكذا انتهت القرون التي عاشتها الملكية العبرانية، وكانت من بدايتها إلى